الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فقد عـرض على هيئـة الفتـوى في اجتماعهـا المنعقـد، ونصه:
هل يوجد ما يسمى بعذاب القبر من عدمه، حيث إن لدينا زميل يفيد أن هناك فتوى رسمية تنفي وجود عذاب قبر، كما أن هناك إجماع من قبل شيوخ الدين لدى دولة الكويت يفيد بعدم وجود عذاب القبر ، وأن ذلك قد صدر بشكل رسمي في (إحدى الصحف) العام الماضي، وأن هناك رجاء من قبل علماء الدين في الكويت يطالب فيه توضيح الأمر لدى طلبة المدارس في المناهج التعليمية بعدم وجود عذاب قبر، وهذا أيضاً ذكر في الصحف الكويتية، ولكني اختلف كل الاختلاف معه في هذا الأمر، لذلك نحن بحاجة من سيادتكم بفتوى رسمية عن هذا الموضوع ( هل يوجد عذاب قبر)؟
وقد أجابت الهيئة بالتالي:
ثبت عذاب القبر، بكتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وعليه جميع أهل السنة قال تعالى: ( وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ {45} النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ {46} سورة غافر. قال المفسرون : إن الأظهر أن يراد عذابهم في البرزخ (القبر) لأن كثيراً منهم مات، ولم يعذب في الدنيا، وفي الحديث عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما:( قال مَّر النبي صلى الله عليه وسلم بحائط من حيطان المدينة أو مكة فسمع صوت إنسانين يعذبان في قبورهما، فقال النبي صلى الله عليه وسلم يعذبان وما يعذبان في كبير، ثم قال: بلى كان أحدها لا يستتر من بوله، وكان الآخر يمشي بالنميمة، ثم دعا بجريدة فكسرها كسرتين فوضع على كل قبر منهما كسرة، فقيل له: يا رسول الله لِمّ فعلت هذا. قال: لعله ُيخفَف عنهما ما لم تيبسا) رواه البخاري، وفي مسلم مثله، وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا تَشَهَد أحدكم فليستعذ بالله من أربع يقول: (اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن شر فتنة المسيح الدجال) رواه مسلم، والله تعالى أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه و
|